اضطرابات القلق هي مجموعة من الاضطرابات النفسية المتعلقة أساسا بالقلق الزائد و/أو غير الواقعي.
وهي اضطرابات شائعة تصيب بشكل خاص النساء أكثر من الرجال.
وغالبا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أكثر عرضة للقلق الزائد و المستمر و هو ما يؤثر بشكل خطير على مجرى حياتهم.
علميا، يمكن أن نميز بين خمسة أنواع رئيسية لاضطرابات القلق:
1 – اضطرابات الهلع: وهي حالات شائعة تصيب نسبة تتراوح بين 1.5 الى 5% من الأفراد و يطال النساء أكثر من الرجال ( 3 نساء مقابل رجل واحد). يتعرض المريض في هذه الحالة لنوبات من الخوف و القلق و الضيق و ذلك لفترة زمنية محددة (تتراوح بين 10 الى 30 دقيقة) و تسمى بنوبات الهلع، حيث يظهر على المريض مجموعة من الأعراض كتسارع خفقان القلب، التعرق، الشعور بالاختناق، ألم في الصدر، غثيان و ألم في البطن، قشعريرة،… و يصاحب هذه الأعراض خوف من فقدان التحكم بالنفس أو الجنون أو الموت.
2-الرهاب أو الفوبيا:
الرهاب المحدد :وهو الخوف غير المنطقي و المتواصل من مواقف أو أشياء معينة. و يتم تصنيفه الى عدة أنواع كالخوف من الحيوان و المحيط الطبيعي و الدم و الحقن أو الخوف المرتبط بحالة معينة ( الأماكن المغلقة، المرتفعات،….)
الرهاب الاجتماعي: هو شعور سلبي ينتاب المريض يتمثل في الشعور بالخوف المفرط و الاحراج . الخوف المفرط من أن يكون مراقبا من قبل الآخرين أثناء الأكل مثلا أو التكلم.
الرهاب من الأماكن المكشوفة : هو الخوف من التواجد في أماكن مفتوحة و عامة حيث يتوقع المريض تعرضه لنوبات القلق أين يكون من الصعب عليه الهروب. ولذلك يتجنب الأماكن العامة كالأسواق و المغازات الكبرى و الجسور و الأنفاق و طوابير الانتظار…
3- اضطراب الوسواس القهري:
يظهر هذا الاضطراب عند سن العشرين تقريبا و ذلك من خلال بروز مجموعة من الهواجس الوسواسية و القهرية المتكررة تأثر بشكل أو بآخر على حياة المريض الاجتماعية و المهنية .
و يكون للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب وسواس قهري تجاه النظافة و شكوك دائمة حول ما يقومون به من أعمال، و يمكن أن تتطور هذه الأعراض لتتخذ أشكالا أكثر خطورة ( رغبات عدوانية جامحة، افكار و تخيلات تتعلق بالجنس) أو اتيان أفعال مستهجنة ( سب الجلالة، قتل الأبناء،…) وهي مخاوف لا تتحول أبدا إلى أفعال حقيقية.
4- اضطرابات القلق العام :
وهو القلق الدائم و المزمن حيث يكون المريض دائما في حالة خوف و ترقب لحدوث أمر سيء.
من أعراض هذا الاضطراب نذكر: سرعة الغضب و ضعف الذاكرة والتعب المزمن و تشنج العضلات و الآلام الجسدية و الأرق.
5- اضطراب ما بعد الصدمة:
هو اضطراب يكون ناجما عن التعرض لحدث صادم كالموت أوالتهديد بالقتل أواصابات خطيرة أو اعتداء جنسي . و تتمثل أعراضه أساسا في استرجاع ذكريات مؤلمة و تجنب أشخاص أو أماكن تذكر بالصدمة و أعراض عصبية كالحركات اللاإرادية و الغضب و فقدان الذاكرة.
علاج اضطرابات القلق:
يرتكز العلاج بشكل أساسي على جانبين هما العلاج الدوائي و/أو العلاج النفساني.
هنالك العديد الأدوية التي أثبتت فعالية في العلاج نذكر منها مضادات الاكتئاب و التي تتمثل في عقارات امتصاص السيروتونين (ISRS), عقارات امتصاص السيروتونين و النورادرينالين (IRSN). بالاضافة الى البنزوديازيبينات وهي مضادات تستعمل لمدة تتراوح بين أسبوعين الى ثلاثة أسابيع و يكون ذلك تحت الاشراف الطبي.
الى جانب الأدوية نذكر العلاج السلوكي الادراكي الذي أظهر فعالية كبرى في علاج هذه الاضطرابات و يتمثل في تمكين المريض من أدوات التحكم في قلقه و قد أظهر هذا النوع من العلاج فعالية كبرى من ناحية السرعة و الديمومة ( من 18 الى 16 حصة لمدة 45 دقيقة لكل واحدة)
د. بديع عمامو