تعريف العلاج السلوكي و المعرفي:
يعتبر العلاج السلوكي و المعرفي في عالم اليوم أحد أكثر الأساليب العلاجية فاعلية في معالجة الاضطرابات النفسية. وهو أسلوب علاجي يقوم أساسا على النظريات العلمية الخاصة بالتعلم و كيفية معالجة الدماغ للمعلومات. حيث تعتبر هذه النظريات أن الفرد يقوم باكتساب السلوك المضطرب عن طريق عملية التعلم. و يرتكز العلاج في هذه الحالة على عاملين أساسين: أولهما تحديد طريقة تفكير الشخص و تفسيره للوضع الذي يعيشه و ثانيهما العمل على اكتساب مجموعة من الفرضيات المختلفة التي من شأنها أن تعطي دفعا معنويا ايجابيا يساهم في تغيير سلوك ذلك الشخص.
خصائص العلاج السلوكي و المعرفي:
يرتكز هذا الأسلوب العلاجي على نمط تعاوني بين المريض و المعالج حيث يعملان معا بشكل ثنائي على حل المشكلة النفسية و اختيار الفرضيات التفسيرية الملائمة لحلها.
وتهدف هذه الطريقة الى مساعدة المريض على تغيير طريقة فهمه و ادراكه للأمور من خلال الاطلاع على قناعات أكثر ايجابية.
ان اعتماد هذا الشكل العلاجي المعرفي و تطبيقه في الحياة اليومية لا يعمل على التخلص من الخوف والهواجس و القلق المستمر و التوتر فقط، وإنّما على اكتساب نوع من السلام الداخلي و احترام الذات و تحسين علاقته مع الآخرين.
نجاعة العلاج السلوكي و المعرف:
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الاساليب العلاجية نجاعة، حيث أصبح يطبق على كل الأمراض النفسية تقريبا و ذلك بفضل نتائجه السريعة و المرضية في علاج حالات اضطراب الهلع والوسواس القهري والاكتئاب في حالاته الوسطى .
اضافة الى ذلك، فان هذا العلاج يعتبر أكثر فعالية من الأدوية في الوقاية من تكرار ظهور هذه الاضطرابات.
فيما يخص بعض الاضطرابات النفسية الأكثر تعقيدا مثل اضطرابات الأكل ( الشره المرضي، فقدان الشهية،…) أو الادمان ( ادمان الكحول و ادمان المخدرات،…) أو اضطرابات الشخصية، فان العلاج السلوكي المعرفي يتطلب متابعة لفترات طويلة و تعتمد فيه النتائج بالأساس على مدى التزام المريض بالعلاج .
طرق تطبيق هذا العلاج:
يمكن لهذا العلاج أن يتم بشكل فردي ( حصص مدة كل منها 45 دق) كما يمكن تطبيقه بشكل جماعي ( 120دق للحصة الواحدة) و نجد في هذه الحالة مجموعة من المرضى يتراوح عددهم بين 8 و 12 يعانون من مشاكل نفسية متشابهة.حيث يكلف المريض بتطبيق ما تعلمه من أساليب و تقنيات علاجية في محيطه الخاص ثم يحاول المرضى التفاعل فيما بينهم من خلال تبادل الخبرات الشخصية. و مع هذا التفاعل تنشأ روح تعاطف بين مختلف المشاركين تكون لها نتائج اهم من العلاج الفردي.
د.غانم عمارة