علم الجنس

ماهو علم الجنس ؟

هو علم حديث يدرس كل جوانب النشاط الجنسي البشري، أي السلوك الجنسي و بعده الشهواني إضافة الى الارتباط العاطفي الذي ينشأ عنه. وهو متعدد التخصصات يشمل شتى الجوانب الطبية والفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية، و يمثل فضاء للحوار و ذلك بالإجابة عن مختلف التساؤلات المتعلقة بالحياة العاطفية والجنسية و تقديم حلول للصعوبات التي تعيق بلوغ نشاط جنسي مرضي.

دواعي استشارة مختص في علم الجنس؟

أسباب الاستشارة متعددة، و من بينها المشاكل الجنسية الوظيفية كاضطرابات الرغبة والانتصاب والقذف وجفاف المهبل و غياب المتعة. كما ان المشاكل الصحية، بما في ذلك الأمراض المزمنة و علاجاتها (وخاصة تناول الأدوية)، و الخلافات الزوجية سواء كانت مرتبطة بالاضطرابات الجنسية أو معزولة عنها، تعتبر جميعا من دواعي استشارة مختص.

أعراض الاضطراب الجنسي عند الذكور :

اضطرابات الرغبة عند الرجال :

نقص الرغبة الجنسية هو تراجع أو غياب الخيالات (الأفكار الجنسية المثيرة) والرغبة في ممارسة النشاط الجنسي.

من بين الأسباب التي تؤدي الى هذه الاضطرابات نذكر: الأمراض المزمنة ( مثل السكري) و تناول بعض الأدوية و المشاكل في العلاقة بين الزوجين أو وجود اضطرابات جنسية أخرى.

عدم القدرة على الانتصاب:

هو العجز الدائم أو المتكرر عن تحقيق الانتصاب الكافي أو الحفاظ عليه حتى الانتهاء من الجماع.

من العوامل المساهمة في ذلك نذكر: الشيخوخة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وارتفاع الكولسترول والتدخين و تناول بعض الأدوية و ارتفاع درجات التوتر والاكتئاب والقلق.

سرعة القذف:

هو حدوث القذف بطريقة مستمرة أو متكررة عند التعرض للحد الأدنى من التحفيز و قبل أقل من دقيقة من الايلاج دون أن يكون للمريض القدرة على التحكم في ذلك.

وهو الاضطراب الجنسي الأكثر شيوعا لدى الذكور و يؤثر سلبا على نمط حياة المريض و على العلاقة بين الزوجين.

أعراض الاضطراب الجنسي عند الاناث :

اضطرابات الرغبة و الاثارة:

نقص الرغبة الجنسية وغالبا ما يصاحبه نقص في الإثارة و صعوبة أوالعجز المستمر أوالمتكرر عن تحقيق أو الحفاظ على مستوى الإثارة حتى الانتهاء من العلاقة الجنسية.

يرتكز التشخيص في هذه الحالة على الجوانب الموضوعية ( مثل ممارسة العادة السرية و الجنس والخيالات والأحلام المثيرة) وكذلك على الجوانب الشخصية التي تكون ناجمة عادة عن عدم الشعور بالرضا عن النشاط الجنسي وتكرار ممارسته.

و قد يكون هذا الاحساس متأتيا من الشخص نفسه أو من الشريك الذي يعاني اضطرابا.

اضطرابات جنسية مصحوبة بآلام :

عسر الجماع هو ألم في الأعضاء التناسلية يحدث أثناء الجماع و يؤدي الى امتناع كلي أو شبه كلي عن ممارسته” .

ويمكن أن يكون سطحيا عند مدخل المهبل (الشكل الأكثر شيوعا) أو عميقا على مستوى الحوض.

التشنج المهبلي هو استحالة الايلاج بسبب تقلص لا ارادي للعضلات المحيطة بالمهبل ما يؤدي الى انغلاق فتحة المهبل.”

اضطرابات النشوة الجنسية:

 فتور الرغبة الجنسية للمرأة هو عدم القدرة على انهاء عملية تحفيز جنسي بعملية افراغ عبر النشوة الجنسية.

و رغم أنها ترتكز على غياب أو نقص ردات الفعل الجسدية، فإنها تتضمن كذلك عوامل نفسية وعلائقية يجب أخذها بعين الاعتبار عند التشخيص و العلاج.

و يمكن أن يكون العلاج في هذه الحالات مفيدا للغاية، خصوصا عندما يكشف الطرفان عن علامات عدم الرضا و يعملان على التغلب على هذه العراقيل من خلال التواصل بينهما و حل جميع هذه المشكلات.

د. يسري القيسي

طب نفس الأطفال

هو اختصاص طبي موجه للأطفال منذ الولادة و حتى سن البلوغ. وهو يجمع في علاقة وثيقة على العلاقة الوثيقة بين علم النفس الانمائي و الطب النفسي. ويشمل مجال تدخله العلاقات بين الوالدين أثناء الحمل و مع الطفل في أشهر حياته الأولى إضافة الى العلاقات بين الأم وطفلها.

طبيب النفس للاطفال:

يهتم بالأساس بالمعاناة النفسية للطفل. و من الأسباب الأساسية التي تستوجب استشارته هي التأخر في النمو والاضطرابات السلوكية و المشاكل الدراسية. و يمكن تصنيف هذه الأعراض حسب الفئة العمرية: رضيع، طفل، مراهق.

  • قبل سن الثلاث سنوات : يتعلق ذلك بشكل أساسي بتأخر النمو( تعلم المشي، النطق، شكوك حول وجود طيف التوحد، وهو السبب الأكثر شيوعا، و يتم تعريفه على أنه تأخر في اكتساب المهارات الاجتماعية)، اضطرابات في النوم، اضطرابات في الأكل.

  • بعد سن الثلاث سنوات و مع الالتحاق بروضة الأطفال:

يخص بالأساس الأطفال الذين يجدون صعوبة في الانفصال عن والديهم ( قلق الانفصال) و يكونون غير قادرين على التركيز و يجدون صعوبة في التواصل الاجتماعي.

  • فترة الدخول الى المدرسة: و هنا تظهر الصعوبات الدراسية وهي الاضطرابات الخاصة بالتعلم التي تمس نسبة 5 الى 15 %من الأطفال الذين بلغوا سن الدراسة، و تنقسم الى:

اضطرابات في اللغة الشفاهية ( خلل في الكلام)

اضطرابات في القراءة ( عسر في القراءة)

والأكثر شيوعا الصعوبة في الكتابة ( خلل في الكتابة)

اضطرابات في المهارات الحركية ( خلل في الأداء)

اضطرابات في الحساب ( خلل في الحساب)

كما نلاحظ مشاكل تتعلق بنقص الانتباه أو فرط النشاط (TDAH)، وهو اضطراب شائع يتسبب في صعوبات التعلم و مشاكل في العلاقة مع الأقران، وهو ما يؤثر بالتالي على الطفل نفسه (انعدام الثقة في قدراته، الاحباط، التمرد،…)

  • المشاكل المتعلقة بفترة المراهقة :

تتميز فترة المراهقة بظهور عدة تغيرات جسدية و اضطرابات مختلفة كاضطراب نظام الأكل المتمثل في فقدان الشهية والشره المرضي أو اتباع نظام غذائي غير مستقر و مضطرب. بالاضافة الى اضطرابات في النوم ( الأرق، فرط النوم،…….)

نلاحظ أيضا بعض الاضطرابات المتناقضة أوظهور سلوكيات محفوفة بالمخاطر كاستعمال المخدرات و الكحول و الاضطرابات المتعلقة بالجنس ( صعوبة الممارسة الجنسية، تجارب المثلية الجنسية ، …..) واضطرابات في المزاج (الاكتئاب) واكتساب سلوك انتحاري ( محاولة الانتحار،…..) واضطرابات الفعل (الشرود، الاجرام، العنف، التغيب عن الدروس،…)

الوسائل العلاجية المعتمدة في الطب النفسي الخاص بالأطفال :

وصف بعض الأدوية و إعادة التأهيل (علاج تأخر الكلام، العلاج النفسي والعلاج المهني) وخصوصا تطبيق طرق العلاج النفسي السلوكي المستوحاة من التحليل النفسي، و علاجات تجمع بين عدة أشخاص أو علامات نظمية. والغاية منها مساعدة الطفل و عائلته و محيطه على حد السواء.

د. أنس نويرة

انفصام الشخصية

التعريف :

هو مرض خطير و مزمن يطال بين 0.4% و 1% من سكان العالم.

يعيش مريض الفصام في عالمه الخاص المنعزل عن المجتمع. حيث يحس بأن قوة خارجية تقوم بالسيطرة عليه،

و يجد على اثر ذلك صعوبة في الاندماج ضمن محيطه الخارجي و يفقد القدرة على اتخاذ القرارات و تتملكه في غالب الأحيان العديد من المخاوف و التخيلات، و قد يصل به الأمر الى حد سماع أو رؤية أشياء أو كائنات وهمية.

يؤثر هذا الاضطراب النفسي بشكل سلبي على حياة المريض الذي قد يترك دراسته وعمله وحتى عائلته.

وغالبا ما يجهل المريض طبيعة مرضه، الأمر الذي يجعل قبوله للتشخيص و المتابعة النفسية و الخضوع للعلاج أمرا في غاية الصعوبة.

الأعراض:

يمكن تشخيص حالة ما بأنها مرض انفصام الشخصية اذا كانت الأعراض التالية موجودة منذ ما لا يقل عن ستة أشهر:

  1. الاضطراب أو الاختلال النفسي: حيث يكون من الصعب على المريض التواصل مع الاخرين و التعبير عن مشاعره متناقضة في آن واحد ( الحزن و الفرح) و تصرفات غريبة و غير مبررة، كما يعاني المريض من غياب تتابع الأفكار و ضعف ترابط الجمل من حيث المعنى بحيث يصبح خطابه غير منطقي و بالتالي يصعب فهمه.

  2. جنون العظمة والأعراض الايجابية أو المنتجة :

يعاني المريض من الهلوسة ( رؤية أشياء، سماع أصوات،…) و يكون من الصعب جدا اقناعه بعكس ذلك. كما يشعر المريض في غالب الأحيان بأنه مراقب و مضطهد و تكون لديه قناعة تامة بأنه يمتلك

القدرة على التأثير في الأحداث.

  1. الأعراض السلبية أو العاجزة : ينفصل مريض الفصام عن الواقع و ينطوي على ذاته، فيفقد القدرة على التعبير عن مشاعره و لا يكاد يشعر مطلقا بأية عاطفة. و تفتقد ملامحه لأي قدرة على التعبير و تصبح أفعاله و حركاته على وتيرة واحدة. و يكون لذلك نتائج سلبية و معيقة على حياة المرضى و تأثير فادح على محيطهم.

العلاج:

يعتمد العلاج النفسي لمرض الفصام على الأدوية المضادة للذهان و على الرعاية النفسية و الدعم الأسري و اعادة الادماج الاجتماعي. ويعمل هذا العلاج على الحد من علامات المرض و اخفائها و تجنب الانتكاسات و تحسين نمط عيش المريض. و تتوفر الأدوية على شكل أقراص أو حقن و قد يتم استخدامها على المدى الطويل نظرا للطابع المزمن للمرض.

وقد يتطلب علاج الفصام في بعض الأحيان الاقامة بالمستشفى و ذلك عند بروز مجموعة من المؤشرات مثل: الانفعال المفرط، زيادة مخاطر السلوك، سلوك غير لائق ناجم عن العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية ( مثل النظافة الشخصية و الغذاء،…) و يجب أن تكون الاقامة لمدة غير طويلة تجنبا لخطر فقدان المكتسبات الذهنية و الاجتماعية نتيجة الابتعاد عن العالم الخارجي .

الى جانب العلاج الدوائي الذي يعتبر أمرا ضروريا لمريض الفصام قد يلتجئ الطبيب لبعض الوسائل الأخرى مثل:

  • ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة التي يكون لها تأثير إيجابي على الصحة البدنية والعقلية للمرضى.

  • التثقيف النفسي للأسرة والمريض أمر ضروري لتعزيز تفاعل الأسرة و تفهمها لطبيعة المرض.

  • العلاج المعرفي وهو أسلوب مشابه للطرق التأهيلية في العلاج. يكون الهدف منها زيادة فاعلية المرضى عند قيامهم ببعض الأعمال، لا سيما في مجال التواصل.

  • العلاج الأسري هو التدخل النفسي من طرف جميع أفراد الأسرة (الآباء والأشقاء) وهو يهدف الى الحد من التوتر من خلال التعبير العاطفي بين أفراد العائلة.

  • طرق العلاج المعرفي التي تهدف الى تحسين السلوك الاجتماعي و المهارات العملية و الاعتماد على الذات و التواصل مع الاخرين.

د. بديع عمامو

العلاج السلوكي و المعرفي

تعريف العلاج السلوكي و المعرفي:

يعتبر العلاج السلوكي و المعرفي في عالم اليوم أحد أكثر الأساليب العلاجية فاعلية في معالجة الاضطرابات النفسية. وهو أسلوب علاجي يقوم أساسا على النظريات العلمية الخاصة بالتعلم و كيفية معالجة الدماغ للمعلومات. حيث تعتبر هذه النظريات أن الفرد يقوم باكتساب السلوك المضطرب عن طريق عملية التعلم. و يرتكز العلاج في هذه الحالة على عاملين أساسين: أولهما تحديد طريقة تفكير الشخص و تفسيره للوضع الذي يعيشه و ثانيهما العمل على اكتساب مجموعة من الفرضيات المختلفة التي من شأنها أن تعطي دفعا معنويا ايجابيا يساهم في تغيير سلوك ذلك الشخص.

خصائص العلاج السلوكي و المعرفي:

يرتكز هذا الأسلوب العلاجي على نمط تعاوني بين المريض و المعالج حيث يعملان معا بشكل ثنائي على حل المشكلة النفسية و اختيار الفرضيات التفسيرية الملائمة لحلها.

وتهدف هذه الطريقة الى مساعدة المريض على تغيير طريقة فهمه و ادراكه للأمور من خلال الاطلاع على قناعات أكثر ايجابية.

ان اعتماد هذا الشكل العلاجي المعرفي و تطبيقه في الحياة اليومية لا يعمل على التخلص من الخوف والهواجس و القلق المستمر و التوتر فقط، وإنّما على اكتساب نوع من السلام الداخلي و احترام الذات و تحسين علاقته مع الآخرين.

نجاعة العلاج السلوكي و المعرف:

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الاساليب العلاجية نجاعة، حيث أصبح يطبق على كل الأمراض النفسية تقريبا و ذلك بفضل نتائجه السريعة و المرضية في علاج حالات اضطراب الهلع والوسواس القهري والاكتئاب في حالاته الوسطى .

اضافة الى ذلك، فان هذا العلاج يعتبر أكثر فعالية من الأدوية في الوقاية من تكرار ظهور هذه الاضطرابات.

فيما يخص بعض الاضطرابات النفسية الأكثر تعقيدا مثل اضطرابات الأكل ( الشره المرضي، فقدان الشهية،…) أو الادمان ( ادمان الكحول و ادمان المخدرات،…) أو اضطرابات الشخصية، فان العلاج السلوكي المعرفي يتطلب متابعة لفترات طويلة و تعتمد فيه النتائج بالأساس على مدى التزام المريض بالعلاج .

طرق تطبيق هذا العلاج:

يمكن لهذا العلاج أن يتم بشكل فردي ( حصص مدة كل منها 45 دق) كما يمكن تطبيقه بشكل جماعي ( 120دق للحصة الواحدة) و نجد في هذه الحالة مجموعة من المرضى يتراوح عددهم بين 8 و 12 يعانون من مشاكل نفسية متشابهة.حيث يكلف المريض بتطبيق ما تعلمه من أساليب و تقنيات علاجية في محيطه الخاص ثم يحاول المرضى التفاعل فيما بينهم من خلال تبادل الخبرات الشخصية. و مع هذا التفاعل تنشأ روح تعاطف بين مختلف المشاركين تكون لها نتائج اهم من العلاج الفردي.

د.غانم عمارة

السلوك الانتحاري

تعريف السلوك الانتحاري:

كان الانتحار في السابق يعرّف على انه إقدام الشخص على قتل نفسه عمدا، و لكن هذا المفهوم تغير الآن. حيث ثبت مؤخرا أن العديد من الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار لا تكون لديهم مسبقا نية قتل أنفسهم.

المعطيات البيانية لهذه الظاهرة:

الانتحار هو ظاهرة شائعة تصيب جميع الفئات العمرية و جميع الطبقات الاجتماعية و قد تختلف من بلد الى اخر و حتى بين فئات المجتمع الواحد. و من أبرز خصائصها:

  • زيادة ظاهرة الانتحار مع التقدم في السن و خاصة عند الرجال.

  • 6% من حالات الانتحار تحدث بين سن 15 و 24 سنة.

  • 66 % ما بين سن 25 و 64 سنة.

  • 28% من كبار السن (> 65 سنة)

  • يعتنر الانتحار السبب الرئيسي للوفيات بين الشباب في سن 25-34 سنة.

  • عند المراهقين، يمثل الانتحار السبب الثاني للوفيات.

العوامل التي تدفع الشخص الى الانتحار عديدة، نذكر منها:

المرور بلحظات حرجة: قد تحدث أحيانا بعض الأمور التي من شانها ان تزعزع الاستقرار النفسي للشخص و التي قد يستغرق حلها وقتا طويلا و جهدا كبيرا لا سيما و ان المريض في ذلك الوقت يكون مفعما بالمشاعر السلبية و الاختلالات الإدراكية التي قد تمنحه شعورا باليأس حيث يصبح الفرد عاجزا على مواجهة أزماته.

تراجع القدرات:عندما يدرك الشخص انه قد استنفذ جميع الوسائل المتاحة لديه و أن هذه الأخيرة أصبحت غير ملائمة لحل الأزمة التي يواجهها و بالتالي يصبح غير قادر على التفكير بشكل سليم.

التفكير في الانتحار: ناقوس الخطر: ان ظهور أفكار انتحارية، و لو لفترة وجيزة، فان ذلك يعتبر مؤشرا خطيرا لتراكم الضغوط النفسية على المريض و استنفاذه للحلول المتاحة لديه، مما يجعله يعتقد أن الانتحار الحل الأمثل لوضع حد لمعاناته.

كيف يمكن للاخرين المساعدة: ان الشخص الذي تراوده الأفكار الانتحارية غالبا ما يكون بحاجة للمساعدة، والطريقة الأولى لمساعدته هي تشجيعه على استشارة مختص و ذلك لتمكينه من السبل المعتمدة للحد من خطر الانتحار.

كيف يمكن للشخص مساعدة نفسه: اذا ما شعرت بالضيق و الضياع و عدم وضوح الرؤيا، فلا تبق لوحدك.

قد يشعر المرء بالحرج من طلب المساعدة من الغير، و لكن ذلك ليس علامة ضعف بل قوة. وسيكون بامكان المختصين الانصات الى مشاكلك و مساعدتك على فهمها و ايجاد الحلول الملائمة لها.

د.آمال براهم

التوتر و ادارته عن طريق العلاج السلوكي المعرفي

تعريف التوتر

التوتر هو الية طبيعية تمكن الفرد من التأقلم مع الاكراهات التي يفرضها عليه المحيط الخارجي. فخلال مواجهته لجملة الضغوط في حياته اليومية، يكون عليه تحديد احتياجاته في مرحلة أولى ثم قدراته في مرحلة ثانية، قبل اتخاذ قراراته.

ينقسم الضغط النفسي الى قسمين: التوتر الايجابي و ذلك عندما يشعر الشخص بأنه قادر على مواجهة أزماته و التحكم فيها. التوتر السلبي أوعندما يشعر الفرد بأنه عاجز و أن الذي يشعر به يسبب له القلق الدائم و صعوبات في التركيز و غياب العزيمة.

علامات التوتر:

جسدية: تشنج العضلات، الشعور بالألم، تسارع ضربات القلب ، اضطرابات جنسية، اضطرابات النوم

نفسية: عدم القدرة على الاسترخاء، كثرة المخاوف، التخيلات، عدم القدرة على التركيز، هفوات في الذاكرة

سلوكية: فرط النشاط، الادمان (الكحول والتبغ، الإنترنت، الألعاب، التلفزيون …)، عدم التنظيم، والعادات العصبية (قضم الأظافر، ونتف الحاجبين...)

قد يصاب الفرد في مرحلة متطورة من حالات التوتر بالعديد من الأمراض الجسدية المزمنة مثل أمراض القلب و الأوعية الدموية و أمراض الجهاز الهضمي و الاضطرابات الجنسية و اضطرابات جهاز المناعة.

أسباب التوتر:

  • الوقت : سوء تنظيم الوقت و توزيع الأولويات و الميل الى تأجيل المهام الضرورية كلها عوامل تؤدي الى الشعور بتفاقم المشاغل و بالتالي الاحساس الدائم بالقلق و عدم الاستفادة من اللحظة الراهنة.

  • التواصل: وهو عامل مهم في ادارة العلاقات الانسانية حيث أن السلوكيات العدوانية و السلبية في التعامل قد تسبب العديد من المشاكل النفسية لبعض الأشخاص.

  • ظروف العمل: تمثل عاملا أساسيا للشعور بالضغط بما تحمله من مضايقات و صراعات و تغيرات و نقل و غياب التغطية الاجتماعية و المخاطر المهنية.

  • المشاكل الصحية: اكتشاف مرض خطير أو مزمن، اضطرابات النوم أو الاضطرابات الجنسية قد تشكل فواصل مهمة في حياة الشخص، ويمكن أن تضعف قدراته الوظيفية و احترامه لذاته.

  • المال : أصبح يمثل هذه الأيام الهاجس و المصدر الدائم للقلق، حيث اتسعت الفجوة المالية بين دخل الفرد و احتياجاته المتنامية وهو ما يسبب حالة من الاحباط المتكرر و الشعور الدائم بعدم الرضا.

كيف نتعامل مع التوتر النفسي في الحياة اليومية:

  • التحكم في العوامل التي تسبب التوتر : و ذلك عن طريق التحليل الفردي لجملة العوامل المتسببة في التوتر المتواصل بالاعتماد على عدة أساليب في المعالجة النفسية و المتمثلة في تقنيات ادارة الوقت،

و تقنيات اثبات الذات و تقنيات حل المشكلات.

  • التعامل مع علامات التوتر: يمكن التخفيف من الأعراض الجسدية للتوتر عن طريق اعتماد تقنيات الاسترخاء كتقنية الاسترخاء التدريجي لجاكبسون أو تقنيات التأمل . أما اضطرابات النوم و الاضطرابات الجنسية فانها تتطلب مقاربة علاجية نفسية منتظمة. و يتطلب التحكم في أعراض التوتر تحديد الأفكار المجهدة و العمل على ايجاد أفكار ايجابية بديلة لها.

تطوير القدرة على التكيف مع ظاهرة التوتر:

من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام و تخصيص الوقت الكافي للراحة و ممارسة بعض الأنشطة المختلفة (القراءة، المسرح، التنزه، …) و التحلي بروح الدعابة و التمتع بأوقات فراغ

حقيقية.

د.سهيل بنور

الاكتئاب

تعريف مرض الاكتئاب:

الاكتئاب هو اضطراب نفسي منتشر في جميع أنحاء العالم، وهو شكل من أشكال المعاناة النفسية التي تؤدي الى هيمنة المشاعر السلبية كالحزن و الاشمئزاز أو الغضب و تنعكس هذه الحالة المزاجية السلبية على الوضع العام لمريض الاكتئاب حيث يصبح قليل الثقة في نفسه، دائم التعب و يميل في غالب الأحيان الى الانطواء و العزلة.

يصيب هذا الاضطراب النفسي حوالي 15% من مجموع السكان في العالم. أما بالنسبة للبلاد التونسية بشكل خاص، فان وزارة الصحة العمومية تشير الى اصابة أكثر من 8,2% من التونسيين بالاكتئاب، نسبة الاناث منهم تبلغ ضعف نسبة الذكور.

أعراض الاكتئاب :

يمكن لنا أن نتحدث عن الاكتئاب إذا كانت الأعراض التالية موجودة يوميا و لمدة أسبوعين على الأقل:

  • مزاج مكتئب : يتمثل في الشعور الدائم بالحزن و تعكر المزاج و سيطرة مشاعر العجز و قد يصل الأمر الى حد الشعور بالذنب. و يحمل المكتئب نظرة سلبية عن نفسه و عن العالم و عن المستقبل.

  • الانكماش النفسي: يشعر المكتئب بشكل مستمر بالتعب و الخمول حيث يتطلب منه القيام بأعماله اليومية جهدا كبيرا كما أنه يكون قليل الكلام مستعملا صوتا خافتا و أجوبة مقتضبة للغاية.

  • الاضطرابات الجسدية: لا يشعر المريض مطلقا بالرغبة في الأكل وهو ما يؤدي الى فقدان ملحوظ في الوزن. ومن اهم المؤشرات ايضا فقدان المريض للرغبة الجنسية و شعوره المتواصل بآلام في العضلات و المفاصل الى جانب الشعور بالغثيان و الامساك.

  • الأعراض المصاحبة: غالبا ما يرتبط الاكتئاب ببعض الأفكار الانتحارية التي قد تراود المريض و قد يصل الأمر الى حد القيام بمحاولات انتحارية، حيث يكون المريض في هذه المرحلة على قناعة تامة بأن الموت سيكون مصدر ارتياح بالنسبة له و لغيره و في هذه المرحلة يصبح التدخل الفوري ضروريا للغاية.

كيف يتم علاج الاكتئاب:

توجد ثلاثة أنواع من العلاج بالنسبة لحالة الاكتئاب وهي الأدوية المضادة للاكتئاب و المعالجة بالصدمة الكهربائية و العلاج النفسي.

بالنسبة لأغلب مضادات الاكتئاب فإنها تكون على شكل أقراص يتم تناولها مرة واحدة في اليوم وهي تسمح في البداية ببعض التحسن ثم الشفاء التام في غضون ثلاثة أشهر. الى جانب هذه المضادات فان معظم الاطباء قد يلتجئون الى وصف بعض المهدئات التي تعمل على مقاومة حالات القلق و ذلك في الأسابيع الأولى من العلاج. هذا الى جانب أشكال أخرى من المضادات وهي مضادات الذهان و التي تعمل على تهدئة المريض و تعديل حالته المزاجية .

في بعض الحالات القصوى من الاكتئاب، قد تكون المعالجة بالصدمة الكهربائية من أكثر العلاجات فعالية، وهي تقنية علاجية علمية وقع اختبارها بشكل جيد وهي فعالة للغاية تتم في غرفة الانعاش تحت التخدير الكلي.

أحيانا يتم اللجوء الى العلاج النفسي بالتزامن مع العلاج بالأدوية ويعتمد على الاستماع الى المريض و التحليل النفسي لحالته و محاولة فهمها بشكل جيد.

من أبرز التقنيات العلاجية الفعالة في علاج الاكتئاب نذكر العلاج السلوكي المعرفي، الذي يعتمد على مجموعة من التدريبات السلوكية التي تهدف الى تعليم المريض كيفية التحكم في هذا الاضطراب النفسي و التعامل معه.

و في أيامنا هذه، أصبح الجمع بين مضادات الاكتئاب و العلاج السلوكي المعرفي أفضل طريقة لعلاج الاكتئاب.

الدكتور بديع عمامو

الاضطراب ثنائي القطب

هو اضطراب نفسي مرتبط باضطرابات المزاج ، و يظهر في المراوحة بين فترات فرط الاثارة و فترات فرط الاكتئاب و فترات استقرار الحالة المزاجية في مستواها العادي.

و قد يمر كل شخص ببعض التغيرات المزاجية و لكن في حالة الاضطراب ثنائي القطب تكون هذه التغيرات فائقة الشدة في الكثير من الأحيان بحيث تؤثر بشكل سلبي في مجريات الحياة اليومية للمريض، دون أن يكون واعيا بأنها تتجاوز الحدود أو أنها تقوده نحو الاكتئاب بحيث يصبح عاجزا و فريسة للأفكار الانتحارية. ويصيب هذا المرض نسبة تتراوح بين 1 الى 6 % من الأفراد و عادة ما يظهر في سن الخامسة و العشرين .

غير أننا أصبحنا اليوم نشهد مرضى أصغر سنا و حتى من الأطفال.

ماهي أعراض الاضطراب ثنائي القطب؟

يمر الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب بفترات يكون فيها مزاجهم عاليابشكل مفرط، وهو ما يسمى بحالة الهوسأو الهوس الخفيف(Manie ou Hypomanie)، أو منهارا بشكل لافت وهو ما يسمى بحالة الاكتئاب“.

كما يمكن لهؤلاء الاشخاص التعرض لنوبات مختلطة تجمع بين الشعورين في نفس الوقت.

و تتخلل هذه الفترات فترات أخرى من الاستقرارالمزاجي لمدة متفاوتة.

تعريف الهوس:

خلال فترة الهوس قد يشعر الشخص بفرط في السعادة و الانفعال و أنه يمتلك قوة خارقة، فيتكلمدون توقف و ينام قليلا دون أن ينتابه التعب و تزداد طاقته الجنسية.

في هذه المرحلة يشعر المريض بأنه مهم و فعال للغاية و قد ينتابه احساس بأنه مكلف بمهمة الاهية و يكون لديه في بعض الأحيان انطباع بأن الناس يتآمرون ضده. قد يصل هذا الطور الهوسي الى مرحلة متطورة يمكن للمريض خلالها القيام بأفعال خطيرة عليه و على المحيطين به، وهو ما يستوجب نقله للمستشفى.

تعريف الاكتئاب :

خلال هذه المرحلة يشعر الفرد بالحزن و التعب و قد يفتقر الى الطاقة و التركيز و يفقد الثقة في نفسه.

وقد ينتاب المريض أيضا احساس بالعجز و قد يصل به الأمر الى الشعور بالذنب.

كيفية علاج الاضطراب ثنائي القطب؟

يعتمد علاج الاضطراب ثنائي القطب على وصف أدوية تسمى بمثبتات المزاج وهي التي تسمح بعلاج النوبات المزاجية المختلفة و تمنع تكرارها من جديد و نذكر منها:

  • الليتيوم (Téralithe) :و الذي يعتبر العلاج الأول لحالات الاضطراب و الوقاية من تكرار نوبات الاضطراب ثنائي القطب.

  • مضادات الاختلاج مثل (Depakine) * (تيجريتول) * (Lamictal) * و مضادات الذهان غير التقليدية (الأولانزابين، الكيوتيابين، الريسبيريدون، أريبيبرازول) .

هنالك العديد من الأدوية التي يمكن اضافتها خلال النوبات المزاجية مثل مهدئات الأعصاب و مضادات الاكتئاب و مضادات القلق.

هذا بالاضافة الى العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT) و الذي يتم استخدامه لتحقيق تحسن سريع للأعراض الحادة على المدى القصير. يتم تنفيذ هذا العلاج تحت التخدير العام بإشراف طبي صارم. و على المريض تجنب المنبهات ( الكحول، القهوة، السجائر،…) و النوم لوقت محدد و اتباع نمط حياة يقل فيه الضغط النفسي قدر الامكان.

وإلى جانب العلاج الدوائي الذي هو ضروري لعلاج مريض الاضطراب ثنائي القطب قد يلتجئ الطبيب الى العديد من الأساليب الأخرى مثل: العلاج النفسي الداعم، الذي يعتبر أمرا أساسيا، بالاضافة الى التثقيف النفسي للأسرة و المريض الذي يقوم على تفسير المرض بأعراضه و تعقيداته و تطوراته.

د.بديع عمامو

الادمان

تعريف الادمان:

الادمان هو اعتياد مفرط للشخص على تعاطي مادة معينة أو على ممارسة نشاط أو سلوك معين و ذلك بهدف الشعور بالسعادة و الارتياح و التخلص من الاحساس بالتوتر و الانزعاج. و يمكن تصنيف ظاهرة الادمان الى قسمين: الادمان السلوكي، وهو الادمان على نشاط معين كالشراء و التسوق و استعمال الانترنيت،

و الادمان المادي و الذي يتمثل في الادمان على المؤثرات العقلية و التي تأثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي كتعاطي الكحول و التدخين أو تناول الأدوية و المخدرات.

أعراض الادمان:

الأعراض الرئيسية هي عدم القدرة على الحد من استخدام المادة أو النشاط مما يؤدي إلى اضطراب وظيفي كبير.

الى جانب مجموعة أخرى من الأعراض وهي:

الرغبة الملحة في استهلاك مادة معينة أو ممارسة نشاط محدد وهو ما يعرف ب”الشغف” Craving))

سيطرة السلوك الادماني على التفكير.

الشعور بالحاجة الماسة لزيادة جرعة المادة التي يتم تعاطيها أو زيادة وتيرة النشاط الممارس بغاية تحقيق التأثير المطلوب.

الاصابة بحالة مفاجئة من التهيج و العصبية و القلق عند تعذر القيام بذلك النشاط.

مضاعفات الادمان:

عندما لا يتلقى المدمن الاحاطة و العناية اللازمة فان تلك الأعراض قد تتطور لتشهد العديد من المضاعفات الخطيرة الناجمة عن فرط استهلاكه لمادة معينة ( جرعة زائدة من المخدر، الدخول في غيبوبة كحولية، …) أو عن بعض الاثار الجانبية التي قد تظهر على المدى الطويل ( الاصابة بمرض السرطان و فيروس نقص المناعة البشرية و الالتهاب الكبدي،…). والى جانب هذه المضاعفات الصحية فان المدمن يكون معرضا للعديد من المشاكل الاجتماعية و المالية و العائلية و قد يصل به الامر الى حد الانطواء و العزلة.

الوسائل العلاجية الممكنة:

لقد شهد علاج الادمان تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأصبح يعتمد بالأساس على الجمع بين العلاج الدوائي و العلاج النفسي و الدعم الاجتماعي. و قد يكون اصرار المريض و التزامه بالعلاج هو الجانب الرئيسي في نجاح العلاج، حيث أن هذا الأخير يتطلب غالبا الكثير من الوقت و قد يمر خلاله المدمن بالعديد من الانتكاسات.

اذا تحدثنا عن البلاد التونسية بشكل خاص، فان عددا متزايدا من الأطباء النفسانيين و الأخصائيين النفسانيين أصبحوا يختصون في علاج المدمنين.

ذلك بالإضافة الى ظهور العديد من الجمعيات التي تركز نشاطها بالأساس على الإحاطة بالمدمنين، نذكر منها:

الجمعية التونسية للارشاد و التوجيه حول السيدا و الادمان (ATIOST ): تهتم أساسا بتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لمتعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي.

الجمعية التونسية للوقاية من الادمان (ATUPRET): توفير الدعم الطبي النفسي والاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المؤثرات العقلية.

جمعية منارة: تعمل على الحد من المخاطر المنتشرة بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

د. أوتا أوئالي

اضطرابات القلق

اضطرابات القلق هي مجموعة من الاضطرابات النفسية المتعلقة أساسا بالقلق الزائد و/أو غير الواقعي.

وهي اضطرابات شائعة تصيب بشكل خاص النساء أكثر من الرجال.

وغالبا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أكثر عرضة للقلق الزائد و المستمر و هو ما يؤثر بشكل خطير على مجرى حياتهم.

علميا، يمكن أن نميز بين خمسة أنواع رئيسية لاضطرابات القلق:

1 – اضطرابات الهلع: وهي حالات شائعة تصيب نسبة تتراوح بين 1.5 الى 5% من الأفراد و يطال النساء أكثر من الرجال ( 3 نساء مقابل رجل واحد). يتعرض المريض في هذه الحالة لنوبات من الخوف و القلق و الضيق و ذلك لفترة زمنية محددة (تتراوح بين 10 الى 30 دقيقة) و تسمى بنوبات الهلع، حيث يظهر على المريض مجموعة من الأعراض كتسارع خفقان القلب، التعرق، الشعور بالاختناق، ألم في الصدر، غثيان و ألم في البطن، قشعريرة،… و يصاحب هذه الأعراض خوف من فقدان التحكم بالنفس أو الجنون أو الموت.

2-الرهاب أو الفوبيا:

الرهاب المحدد :وهو الخوف غير المنطقي و المتواصل من مواقف أو أشياء معينة. و يتم تصنيفه الى عدة أنواع كالخوف من الحيوان و المحيط الطبيعي و الدم و الحقن أو الخوف المرتبط بحالة معينة ( الأماكن المغلقة، المرتفعات،….)

الرهاب الاجتماعي: هو شعور سلبي ينتاب المريض يتمثل في الشعور بالخوف المفرط و الاحراج . الخوف المفرط من أن يكون مراقبا من قبل الآخرين أثناء الأكل مثلا أو التكلم.

الرهاب من الأماكن المكشوفة : هو الخوف من التواجد في أماكن مفتوحة و عامة حيث يتوقع المريض تعرضه لنوبات القلق أين يكون من الصعب عليه الهروب. ولذلك يتجنب الأماكن العامة كالأسواق و المغازات الكبرى و الجسور و الأنفاق و طوابير الانتظار…

3- اضطراب الوسواس القهري:

يظهر هذا الاضطراب عند سن العشرين تقريبا و ذلك من خلال بروز مجموعة من الهواجس الوسواسية و القهرية المتكررة تأثر بشكل أو بآخر على حياة المريض الاجتماعية و المهنية .

و يكون للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب وسواس قهري تجاه النظافة و شكوك دائمة حول ما يقومون به من أعمال، و يمكن أن تتطور هذه الأعراض لتتخذ أشكالا أكثر خطورة ( رغبات عدوانية جامحة، افكار و تخيلات تتعلق بالجنس) أو اتيان أفعال مستهجنة ( سب الجلالة، قتل الأبناء،…) وهي مخاوف لا تتحول أبدا إلى أفعال حقيقية.

4- اضطرابات القلق العام :

وهو القلق الدائم و المزمن حيث يكون المريض دائما في حالة خوف و ترقب لحدوث أمر سيء.

من أعراض هذا الاضطراب نذكر: سرعة الغضب و ضعف الذاكرة والتعب المزمن و تشنج العضلات و الآلام الجسدية و الأرق.

5- اضطراب ما بعد الصدمة:

هو اضطراب يكون ناجما عن التعرض لحدث صادم كالموت أوالتهديد بالقتل أواصابات خطيرة أو اعتداء جنسي . و تتمثل أعراضه أساسا في استرجاع ذكريات مؤلمة و تجنب أشخاص أو أماكن تذكر بالصدمة و أعراض عصبية كالحركات اللاإرادية و الغضب و فقدان الذاكرة.

علاج اضطرابات القلق:

يرتكز العلاج بشكل أساسي على جانبين هما العلاج الدوائي و/أو العلاج النفساني.

هنالك العديد الأدوية التي أثبتت فعالية في العلاج نذكر منها مضادات الاكتئاب و التي تتمثل في عقارات امتصاص السيروتونين (ISRS), عقارات امتصاص السيروتونين و النورادرينالين (IRSN). بالاضافة الى البنزوديازيبينات وهي مضادات تستعمل لمدة تتراوح بين أسبوعين الى ثلاثة أسابيع و يكون ذلك تحت الاشراف الطبي.

الى جانب الأدوية نذكر العلاج السلوكي الادراكي الذي أظهر فعالية كبرى في علاج هذه الاضطرابات و يتمثل في تمكين المريض من أدوات التحكم في قلقه و قد أظهر هذا النوع من العلاج فعالية كبرى من ناحية السرعة و الديمومة ( من 18 الى 16 حصة لمدة 45 دقيقة لكل واحدة)

د. بديع عمامو